السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
إن شاء الله يكون الكِرام بخير وسلام ..
بعون الله وفضله , نبدأ أول الدروس ..
______________________________________
نبذة عن معنى و مفهوم الحديث ..
الحديث >>> هو كل ما يُضاف إلى سيد الخلق صلى الله عليه وسلم , من قول أو فِعل أو تقرير أو صفات ..
فالحديث القولي
*************
هو ما تكلم به الرسول صلى الله عليه وسلم , بخلاف القرآن ..
مثال : ما أتى في صحيح البخاري
( إنما الأعمال بالنيات ... ) ..
الحديث الفِعلي
*************
هو ما يصدر من الرسول صلى الله عليه وسلم , من أفعال ..
مثال : ما أتى في صحيح البخاري
قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب التيمن ما استطاع )
الحديث التقريري
*************
هو ما صدر عن أحد صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم , من قول أو فعل وأقره ( وافقه ) على ذلك , إما بإستحسان , وإما
بسكوت وعدم الرفض ..
مثال : ما أتى في صحيح البخاري
باب إذا خاف الجنب على نفسه المرض أو الموت أو خاف العطش تيمم ويذكر أن عمرو بن العاص أجنب في ليلة باردة فتيمم وتلا ..
{ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا }
فذكر للنبي صلى الله عليه وسلم فلم يعنف ( أي لم يغضب على عمرو بن العاص )
فنستدل من هذا الحديث , بجواز أن يتمم الجُنب , إذا خاف على نفسه من الموت , ومثاله , أن تكون المياه شديدة البرودة لدرجة يهلك
معها الإنسان ..
الحديث الوصفي أو حديث الصفة
*************************
وينقسم لنوعين :-
أولًا : أحاديث الصفات الخُلُقية ( وصف صفات الرسول صلى الله عليه وسلم , الأخلاقية مثل الكرم والرحمة وو....... )
ومثال : ما ورد في صحيح البخاري
عن بن عباس رضى الله عنهما ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس ....... )
ثانيـًا : أحاديث الصفات الخِلقية ( مثل وصف هيئة الرسول صلى الله عليه وسلم ورائحته وو........)
مثال : ما ورد في صحيح مُســلم
قال أنس رضى الله عنه ( ما شممت عنبرًا قط , ولا مسكًا , ولا شيئًا أطيب من ريح رسول الله صلى الله عليه وسلم )
وبهذا تكون أنواع الأحاديث ( إصطلاحًا ) تم تعريفها إن شاء الله ..
_________________________________________________
تحدثنا عن مفهوم الحديث وأنواعه ( الإصطلاحية ) , ندخل بعد ذلك على مفهوم عِلم الحديث
..
عِلم الحديث = عِلم مصطلح الحديث = عِلم الحديث دراية = عِلم أصول الحديث
هو العِلم بقواعد وقوانين نعرف بها أحوال ( ركنا ) الحديث ألا وهما السند والمتن , والغرض من ذلك , كشف الأحاديث الصحيحة
والأحاديث المردودة ...
يقول الإمام ( السيوطي ) في ألفيته ..
علم الحديث ذو قوانين تحد .......... يُدرى بها أحوال متن وسند
فذانك الموضوع والمقصود .......... أن يعرف المقبول والمردود
فكما نفهم من كلام ( السيوطي ) رحمه الله تعالى , أن عِلم الحديث له قوانين وقواعد , نكشف بها عن حالة السند والمتن من ناحية
الصحة والضعف , وثمرة هذا العِلم والغرض من هذا العِلم , هو معرفة الحديث الصحيح والمقبول من الحديث الموضوع والمردود ..
السؤال الآن , ما هو السند ؟؟
هو سلسلة الرواة الموصلة إلى المتن ...
مثال : -
حدثنا آدم بن أبي إياس قال حدثنا شعبة عن عبد الله بن أبي السفر وإسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن
النبي صلى الله عليه وسلم
وأحيانًا يُراد بكلمة السِند , أن الراوي ( ثقة وحُجة ) ..
فمثلًا لو قلنا : سعيد بن المُسيب ( سند ) , فهذا دليل على كونه ثقة ( وهو بالمناسبة من كِبار التابعين وله شأن عظيم بالأحاديث )
فيه كلمة ممكن تتشابه مع السند , ألا وهي ( الإسناد ) ..
فهل السند = الإسناد ؟؟
أحد معاني الإسناد ( سلسلة الرواة الموصلة إلى المتن ) , وهنا هو يتشابه مع تعريف ( السند ) ..
المعنى الثاني , هو ( عزو = رفع = نسب ) الحديث إلى قائله ...
فنقول , أسندنا الحديث إلى أبي هريرة ( قائله ) , أو أسندناه إلى عمر بن الخطاب ( قائله ) ..
طيب هل للسند أهمية ؟
طبعًا , السند في غاية الخطورة , لإننا من خلاله بنقدر نعرف من الرواة , وبالتالي بنقدر نُحكم عليهم , هل هم ثقة أم كاذبين ,
وبالتالي نعرف الحديث صحيح أم مردود ..
يقول عبد الله بن المُبارك ..
الإسناد ( = السند ) من الدين , ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء ..
يتضح من الكلام السابق خطورة السند أو الإسناد ..
تحدثنا عن أول أساس للحديث ألا وهو ( السند ) , نتحدث الآن عن الأساس الثاني ( المتن ) ..
ما هو المتن ؟
المتن كما يقول الشيخ عز الدين بن جماعة
( هو ما إنتهى إليه غاية السند من كلام )
يعني , ما يرويه الراوي أو السند من حديث ...
ولكي تتضح الأمور أكثر , نطبق على مفهوم السند والمتن بمثال من صحيح البخاري , وللأسف نفتقد تلك الصفة بشدة في عصرنا الحديث
والله المستعان !!
حدثنا آدم حدثنا شعبة عن قتادة عن أبي السوار العدوي قال سمعت عمران بن حصين قال
قال النبي صلى الله عليه وسلم الحياء لا يأتي إلا بخير
أين السند في هذا الحديث ؟
السند هو قول البخاري , حدثنا آدم ( يقصد آدم بن أبي إياس )
حدثنا شُعبة ( شعبة بن الحجاج )
حدثنا قتادة ( قتادة بن دعامة بن قتادة )
عن أبي السوار العدوي ( إسمه حسان بن حريث )
عمران بن حصين ( صحابي جليل )
فما سبق كان هو السند , وكما نرى عبارة عن ( طبقات) , فكل رواي يعتبر طبقة , إن شاء الله سنشرح ( الطبقات ) في
الدروس المتقدمة , لو أراد الله ذلك ..
أما عبارة ( الحياء لا يأتي إلا بخير ) , فهي المتن ...
أظن الفرق بين السند والمتن قد وضح ...
وأخيرًا أود أن أشير لنقطة , غفلت عنها ألا وهي ..
علم الحديث رواية >>>>> هو ذلك العِلم الذي يبحث فيما ينُقل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم , من أقوال وأفعال وصفات , ويكون
نطاق بحثه , تحرير ألفاظ الحديث وضبطها ..
علِم الحديث دراية >>>> هو العلِم الذي يبحث في أحوال الرواة ( السند ) والمُروى ( المتن ) , من حيث القبول والرد
والله أعلى وأعلم ..
وبهذا , أختم درس اليوم ..
__________________________________________
الأسئلة
******
1- ما هو السند ؟
2- ما هو الغرض من علِم الحديث ؟
3- ما هو عِلم الحديث رواية ؟
ما هو نوع الأحاديث الآتية ؟
1- عن عائشة رضى الله عنها ( كان خُلقه القرآن ) ......... رواه الألباني في صحيح الجامع ..
2- عن عبد الله بن عمر أنه قال , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من شرب الخمر في الدنيا ، ثم لم يتب منها ، حرمها في الآخرة
)
.....رواه البخاري
3- عن عبد الله بن عمر قال , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الأحزاب( لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريظة فأدرك بعضهم
العصر في الطريق ، فقال بعضهم : لا نصلي حتى نأتيها ، وقال بعضهم : بل نصلي ، ثم يرد منا ذلك فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فلم
يعنف واحدا منهم ) ........ رواه البخاري ..
4- عن أنس قال ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم , أزهر اللون , كأن عرقه اللؤلؤ ........... ) رواه
مُسلم ..
والله يرعاكم ..
مُســلم ..