[size=16]ثم يا طيب : أن غالب الشعر له مناسبات : هي التي أثارت الشاعر لنضده ، وللقصائد مقاصد هي التي دعت الشعراء لنظمها ، فلذا تجد في الشعر دروس وعبر ومواعظ ، فترى بعضه يرشد للأخلاق السامية ويرسخ العقائد الغالية ، وينمي الأخلاق العالية للمجتمع .
والمتتبع لمقاصد الشعر وأغراضه : يرى في الشعر ما يصلح لان يهز عواطف أمة في مرامه ، ويحرك مجتمع لأغراضه ، فلذا اعتنى به القواد وكبار الناس قبل غيرهم وأكرموا الشعراء ورواته ، وأن ما جاء في مدح والرثاء في نظم الشعر و الشعراء في النبي الأكرم والأئمة الطاهرين وعلماء الأمة و مواقفهم يفوق بكثير ما قاله غيرهم ، وهذا شعر مدحه الله تعالى لأنه انتصار لدينه بعد ما ذم الشعر اللهوي منه والقول بغير علم ، تدبر الآية الكريمة أعلاه ، فلذا يكون المذموم من الشعر هو الشعر اللهوي والذي يدعوا للضلال والمجون ، دون ما يبين العقيدة و ما يحامي عن المذهب والدين ، وما يربي النفس السليمة وما يفرح النفوس الطيبة .
وإني وإن لم أكن من الشعراء : إلا أني ممن يطرب للشعر العقائدي ويفرح بالقصائد التي تؤيد المذهب ، ويقف بإجلال واحترام أمام الشعراء الذين حاموا عن الدين ونشروا مبادئه وأهدافه ، وأرخوا مناسباته وبينوا كثير من مفاخره ومواقفه ، فتراني مقدراً لجهود الشعراء حسب طاقتي بجمع ونشر ما تيسر لي من شعرهم في ( صحف الطيبين ) في صفحة باسم ( صحيفة الشعر والشعراء ) جامعاً لليسير منه فيما ما أنشده الشعراء الطيبون في أسمى غاياته و أحلى معانيه وأعلا أهدافه وأفضل مواقفه وألطف أبياته وقصائده.
[/size]