الحمد لله وصلاةٌ وسلامٌ على الهادي الأمين، النبي الأميّ المبعوث رحمة للعالمين وبعد،
فإن المتأمل في سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم والمتدبر أقواله ليجد من الكنوز ما لا يمكن أن يحصيه باحث ولا يحيط به فرد.
فالأدب عبارة عن معرفة مايحترز به عن جميع أنواع الخطأ وهو قسمان طبيعي وكسبي.
فالطبيعي مافطر عليه الإنسان من الأخلاق الحسنة والصفات المحمودة كالكرم والحلم- والكسبي ماكسبه الإنسان بالدرس والحفظ. فأدب الرسول محمد صلى الله عليه وسلم أدب رباني طبيعي
أنه لا ينطق عن الهوى ابتداءً وأنه يملك أدباً رفيعاً لم تملكه فصحاء العرب قاطبة، وإنه من المعلوم لدى كل بصير أن أسْـرَ ذاكرة الناس واحتلال فكرهم أمرٌ عسيرٌ لا يتأتى لكل أديب أو كاتب أو فيلسوف أو شاعر.
إن الأدب النبوي السامق كان محل إعجاب الصحابة رضي الله عنهم وهم من هم في فصاحتهم وقربهم لمنابع اللغة الصافية، فعن محمد بن عبد الرحمن الزهري عن أبيه عن جده أن أبا بكر قال: يا رسول الله! لقد طفت في العرب وسمعت فصحاءهم فما سمعت أفصح منك، فمن أدّبك؟ قال: (أدّبني ربي فأحسن تهذيبي)
عن علي بن أبي طالب، أنه قال: (يا رسول الله كلنا من العرب فما بالك أفصحنا؟ فقال: أتاني جبريل بلغة إسماعيل وغيرها من اللغات فعلمني إياها،)لم يعرف البشر مند تاريخ البشرية منهجا متكاملا يفي بحاجة الإنسان والكون كمنهج نبي الله تعالى صلى الله عليه وسلم, لأنه منهج متكامل يتسم بالكمال والواقعية واليسر والسهولة.
وبعد فان الله سبحانه وتعالى لما جعل التأسي بنبيه مفتاحا لرضوانه وطريقا إلى جنانه, يقول عز وجل(( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر))